كتاب شمس المعارف الكبرى أو شمس المعارف ولطائف العوارف pdf
ينتمي الإيمان بالجن الفقرة الثالث من محددات وقواعد الإيمان بالله تعالى وهو الإيمان بكتبه، فقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم بصَريح العبارة وفي عدّة مواضع منها ما ورد في قوله تعالى: "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" [١]، وغيرها من الآيات العديد التي تُوضّح مشاركة الجن للإنس بالتكليف والمكافأة والعقاب ونحوه، لهذا من الحماقة والجهل -مثلما وصف العلماء- أن يجيء واحد منٌ وينكر حقيقة الجن ووجودهم؛ وهذا لذكرهم في القرآن الكريم المُحكم والمحفوظ والمنقول من جيلٍ إلى جيلٍ بالتواتر، وسيقدّمُ ذلك النص نبذةً عن كتاب شمس المعارف وحكم قراءته والاستناد على علمه.
عالم الجن والسحر
على حسبًا لمعجم المعاني، فإنّ كلمة جِن جمعٌ لكلمة جِنيّ، وسُمُّوا بهذا لاستتارهم عن الناس وعدم قدرة البشر على مشاهدتهم، فيُصرح جُنَّ فلان أي غُمي على ذهنه وفقده[٣]، ويقال جنَّة لأنها تستر من بداخلها بأشجارها وأوراقها، وعلى مرّ الأعوام والحضارات التاريخيّة ارتبط عالم الجن بالسحر ارتباطًا وثيقًا، ومن المعروف أنّ إمكانيات الجِنّ قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- اختلفت عنها عقب بعثته -عليه السلام-، فقد كان المردة منهم يسترقون السمع من مستجدات السماء ويلقون بها إلى الكهنة والمشعوذين والسحرة، ودليل هذا قوله تعالى: "وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ هذه اللحظةَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا" [٤]، ثمّ في أعقاب بعثة النبي باتت الشُّهب تحرس السماء من استراقهم السمع منها، يقول تعالى: "فَمَن يَسْتَمِعِ هذه اللحظةَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا" [٤][٥].
أمّا بما يتعلق باستعانة السحرة بعالم الجن، فقد قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الملائكة تتحدث في العنان -والعنان الغمام- بالأمر يكون في الأرض، فتستمع الشياطين فتقرّها في أذن الكاهن كما تقرّ القاروة، فيزيدون معها مائة كذبة"[٦]، لذا فعالميّ الجِنّ والسَّحرة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فالكهنة يستعينون بقدرات مردة الجِن في الاطلاع على ما هو مخفيّ من علم الحاضر -لا الغيب قطعًا- وهو جزءٍ بسيط محصور ومحدود، فربما يجد الإنسان نفسه أمام كاهنٍ يعرف اسم أمه ومكان عمله وعدد أبنائه ومَن يعاديه، وهذا الأمر من السهل تفسيره، ولكن فعليًّا لا يملك أيّ مخلوقٍ من علم الغيب شيئًا، كالعلم بوقت وفاة أحد، أو ماذا سُيرزق بالمستقبل أو بمَن سيتزوج وغيرها من الغيبيّات التي لا يَطّلع عليها سوى الخالق -عز وجل- ومَن اختصّ من عباده -بسابق علمه- بأن يُطلعه على الغيب، كما حدث في قصة الخِضر وموسى -عليهما السلام-. [٧].
نبذة عن كتاب شمس المعارف
الاسم الكامل لهذا الكتاب هو: شمس المعارف الكبرى ولطائف العوارف، ولكنْ يُطلق عليه اختصارًا اسم شمس المعارف، مكوّن من أربعة أجزاء مجموعة في مُجلدٍ واحدٍ يقرب الستمائة صفحة، ألّفه أحمد بن علي البوني، قيل أنّه شيعيّ المذهب، وقيل أيضًا إنّ مؤلفه مشعوذ ومارد كبير من مَردة الجن، يتناول الكتاب مواضيع متنوعة تتعلق بتحضير -أو استحضار- الجن، وبعض الأمور التي كانت مفهومة وبعضها التي لم تُفهم للآن، يحتوي على أربعين فصلًا منها: [٨]
في الحروف المعجمة وما يترتّب فيها من الأسرار والإضمارات.
في أحكام بيوت القمر الثمانية والعشرين الفلكيات.
في أحكام البروج الاثني عشر ومالها من العلامات والارتباطات.
في الخلوة وأرباب الاعتكاف الموصلة للعلويات.
في الأسماء التي كان النبيّ عيسى يُحيي بها الأموات.
في الاختراعات والأنوار الرحموتيات.
في خواصّ بعض الأوفاق والطلسمات المفيدة.
وبعض الفصول التي احتوت عناوينَ تتعلق بالقرآن وأسرار سوره، ولكن هي فصول بعناوين غير مألوفة مثل:
في أسرار البسملة وما لَها من الخواص والبركات الخفيات.
في خواصّ أوائل القرآن والآيات والبيّنات.
في اسم الله الأعظم وما له من التصريفات الخفيات.
في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات المسارات.
في خواص آية الكرسي وما فيها من البركات الخفيات.
في سورة يس وما لَها من الدعوات المستجابات.
حكم حظر كتاب شمس المعارف
عالم الجن والسحر
الاستعانة بالجنّ والاعتقاد بإمكانياتهم التي عطاءَها الله -سبحانه وتعالى- بقدرته لهم، والإيمان بقدرة الجن والمشعوذين على صرف الأذى أو إلحاقه بأحد كلّه يقبع تحت تفاصيل الشرك بالله، فالله تعالى هو المؤذي المفيد الواهب المعطي المعز المذلّ، ذلك من منحى من قَصد السَّحرة ولجأ لأعمالهم، أمّا السحرة أنفسهم فحَدُّهم القتل في الإسلام؛ وهذا لما يقوموا به من تدنيس للمصحف ولله وألفاظ الشرك والخروج من الملة وغيره، وأيضًا لما ينشروا من فتنة بين أولاد المجتمع المسلم فقد يكون السبب -بإذن الله- بموت مسلم أو تفريقٍ بين زوجين أو فتنة مؤمنٍ عن دينه وما شابه هذا، وروي أنّ عمر بن الكلام -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- أمر بإنهاء حياة كلّ السحرة في بلاد الشام دون استتابة -أي دون إمهالهم ومنحهم فترة من الوقت للتوبة- [٩]، أمّا في حكم قراءة كتاب شمس المعارف فهو ينتمي ما تمّ ذكره من حكم السحر من جهة الحرمة -ليس معيشة الحدّ-، وقدّ حرّم العلماء المسلمون قراءة ذلك الكتاب لأيّ داعٍ كان، وقد قيل بأنّ القلة يصيبه المسّ حين قراءته ولكن لم ينفي العلماء أو يثبتوا ذلك النبأ، إلّا أنّ ملخص حكم قراءته هي الحرمة وضرورة الإتلاف والله تعالى أعزّ وأعلم. [١٠]
نبذة عن كتاب شمس المعارف
شمس المعارف الكبرى أو شمس المعارف ولطائف العوارف، كتاب -مخطوط- لأعمال سحر تتعلق بالجن، حرمها دين الإسلام، وينسب تأليفه إلى أحمد بن علي البوني المتوفى سنة 622 هـ
المؤلف: أحمد بن علي البوني
اللغة: العربية
اللغة الأصلية: اللغة العربية
البلد: الجزائر